تحريرات ابن كثير 1

تحريرات ابن كثير
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه
سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وبعد
فما زلنا مع اصول الامام ابن كثيررحمه الله تعالى وكنا قد انتهينا مع ذكر بعض الكلمات الفرشية التى اتفق عليه الراويان او انفرد بها احدهما او قرأها احدهما بخلف عنه
يذكر علماء القراءات ان لكل قارئ من القراء بعض التحريرات وهذه التحريرات هى من باب تتبع القراء رحمهم الله تعلى عن الامام او أحد راوييه فيبين ما ورد فيها من خلاف وتخليص هذه الاوجه من التركيب والتخليط والتلفيق وهى مهمة لطالب علم القراءات حتى لا يلتبس عليه الامو أوان ذكرت أمامه يكون على بينة منها
فالتحريرات عند القائلين من أهل القراءات :هى تنقيح القراءة من أى خطأ أوخلل أو التباس فى الفهم قد يكون هذا الوجه مروى عن امام من طريق غير الشاطبية أو من غير طريق التيسير الذى نقله عنه الشاطبى فلابد من تعريف القارئ على ذلك
التحريرات المقصود بها تمييز الاوجه  والطرق والروايات عن بعضها وعدم خلطها حتى يسلم القارئ من التلفيق والتخليط بين الطرق وهذا معيب عند أهل الأداء
وكما تعلمون أن هناك خلاف واجب وخلاف جائزفكل خلاف نسب الى امام من الائمة العشرة مماأجمع عليه الرواة عنه فهو قراءة
فنقول قراءة ابن كثير ما معنى ذلك؟
كل ما نسب للراوى عن الامام يسمى رواية وكل ما نسب للاخذعن الراوى وان سفل يسمى طريق
مثل الفتح فى كلمة ضعف  نقول هذه قراءة حمزة ورواية شعبة وطريق عبيد ابن الصباح عن حفص  
هذه قراءة حمزة لماذا؟ لانها منقولة عن حمزة بالفتح اتفق الرواة عن حمزة برواية هذه الكلمة بالفتح وهى رواية شعبة لان شعبة قرأها بالفتح عن الامام عاصم وطريق عبيد ابن الصباح عن حفص يعنى رويت بالفتح عن طريق عبيد عن حفص لان حفص له فيها وجهان الفتح والضم
وهذا الخلاف الوارد هو عين القراءات والروايات والطرق
بمعن أن القارئ ملزم بالاتيان بجميعها  لو أخل بشئ منها عد ذلك نقصا فى روايته مثل ماذا؟
مثل أوجه البدل مع ذات الياء لورش فهى طرق وان شاع التعبير عنها بين القراء بالأوجه هذا تمشيا مع من أشاعه من القراء والا فهى طرق (البدل مع ذوات الياء)
وأما الخلاف الجائز فهو خلاف الأوجه التى على سبيل التخيير والاباحة يعنى القارئ مخير بين الاتيان بها على أى وجه عن الامام مثل ماذا؟
مثل أوجه البسملة بين السورتين
وأوجه الوقف على عارض السكون فالقارئ مخير بالاتيان بأى وجه منها وغير ملزم بالاتيان بها كلها فلو أتى بوجه واحد منها أجزأه ولا يعد ذلك تقصيرا منه ولا يعتبر ذلك نقصا فى روايته هذه هى الأوجه الاختيارية  
الأوجه الاختيارية لا يقال لها قراءات ولا روايات ولا طرق بل يقال لها أوجه فقط
بالنسبة للبزى رحمه الله تعالى له فى الهمزتين المتفقتين من كلمتين ماذا؟
اذاكانتا مفتوحتان أو مكسورتان أو مضمومتان
مفتوحتان يسقط الهمزة الأولى مع القصروالتوسط
مثل جاء أمرنا
مكسورتان  يسهل الهمزة الاولى مع التوسط  ثم القصر
مثل هؤلاء ان كنتم
طبعا له فى السوء الا ثلاثة أوجه معروفة عن البزى التسهيل للاولى مع التوسط ثم القصر وله الابدال ثم الادغام
المضمومتانيسهل الاولى مع التوسط والقصر
وبالسؤالا أبدلا ثم أدغما                                                                                      
وفيه خلاف عنهما ليس مقفلا                                                                    
الامام البزى رحمه الله تعالى له فى كلمة هؤلاء ان  صادقين تسهيل الاولى كما ذكرت لكم وذلك لالتقاء همزتين مكسورتين وله فى حرف المد الواقع قبل الهمزة المغيرة المسهلة التوسط ثم القصركما تعلمون
وان حرف مد قبل همز مغير                                                                                      
يجزقصره والمد مازال أعدلا
                                    فى الهمزتين المضمومتين الامام البزى يسهل الهمزة الاولى على التوسط ثم القصر فى حرف المد الواقع قبل الهمز المغير
مثل :أولياء أولئك    -----ولا يوجد غيرها فى القران
فى الهمزتين المفتوحتين عرفنا
وقالون والبزى فى الفتح وافقا
هل نسقط الاولى أم الثانية؟ فى المفتوحتين
فيها رأيان
الرأى الأول أن الأولى هى الساقطة والرأى الثانى أن الثانية هى الساقطة
على الرأى الاول :فيكون المد من قبيل الجائز المنفصل
والبزى له القصر فى المنفصل وجها واحدا
وعلى الرأى الثانى: اى ان الساقطة هى الثانية يكون المد من قبيل المتصل وللبزى فى المتصل التوسط
باسقاط الاولى قال حرز وعنده كمنفصل والبعض بالطول اعلنا
تحرير الامام الابيارى رحمه الله

لذلك قال العلماء بان فيها وجهان اسقاط الهمزة الاولى مع القصر والتوسط
القصر على اساس انه من قبيل المنفصل والتوسط على اساس انه من قبيل المتصل
الهمزتين المتفقتان من كلمتين لقنبل  فى الانواع الثلاثة وجهان
1-تسهيل الهمزة الثانية
2-ابدال الثانية حرف مد مع الاشباع او القصر
اذا كان الحرف الذى يلى الهمزة المبدلة ساكنا نمده مدا مشبعا منعا لالتقاء الساكنين اما اذا الحرف متحركا نمده مع القصربمقدارحركتين
والاخرى كمد عند ورش وقنبل
وقد قيل محض المد عنها تبدلا
فان وقعت قبل المحرك فاقصرن
وان وقعت قبل المسكن طولا
وله فى سورة الحجر فلما جاء ءال لوط
وله فى سورة القمر ولقد جاء ءال فرعون النذر
ثلاثة اوجه تسهيل الهمزة الثانية وابدال الثانية الفا مع الاشباع منعا من التقاء الساكنين
وابدال الثانية الفا مع القصر
قال الامام الجزرى رحمه الله فى النشر:اذا وقع بعد الثانية الفا فى المفتوحتين فى مذهب المبدلين وذلك فى موضعين جاءءال لوط وجاء ءال فرعون
فهل نبدل الثانية فيهما كسائر الباب ام نسهل من نسهل من اجل الالف بعدها فقال بعضهم لا يبدلها فيهما لان بعدها الفا فيجتمع الفان واجتماعهما متعذر فوجب ان تكون بين بين لا غيرلان تسهيلها بين بين فى رتبة المتحرك وقال اخرون يبدلها فيهما كسائرالباب ثم فيها بعد البدل وجهان اما ان تحذف لالتقاء الساكنين والثانى الا تحذف ويزاد فى  المد فتفصل بتلك الزيادة بالفصل بين الساكنين وتمنع من اجتماعهما
انتهى كلامه رحمه الله
لذلك قال الامام المنصورى رحمه الله
وجاءءال عند الابدال احذفوا
الفا للجميع زيد الالف
والشيخ الأبيارى رحمه الله قال
وجاءال ابدلن عند ورشهم بقصر ومد فيه قل ولقنبلا
حتى صاحب غيث النفع قال
ثلاثة لقنبل ان سهلت فاقصر فوجها بدل مما بدا
فهذه الثلاثة اوجه هى التى ارتضاها المحققين من القراء رحمهم الله
وجاءءال ثلث ان تسهلا ولا تجب توسيطه ان تبدلا
اى له الابدال مع القصر والاشباع والتسهيل
طبعا الامام السمنودى له تحريرات جيدة وجمع هذه لورش وقنبل فقال
وجاءءال بالخلاف سهلا لمبدل ومد واقصر مبدلا
خمس لورش وثلاث قنبل

اما فى النساء ان اتقيتن له فيها ايضا ثلاثة اوجه تسهيل الثانية وابدال الثانية مع الاشباع نظرا للاصل وهو السكون ولا يعتد بالحركة العارضة الوجه الثالثابدال الثانية مع القصر اعتدادا بالحركة العارضة
اما فى حالة القف على ان فليس له الا الابدال مع الاشباع
ومد اذا كان السكون بعيده وان ترى التحريك فاقصر وطولا
اى غند الوقف ليس لك الا الاشباع اما عند الوصل فلك الوجهان
نكتفى بهذا القدر ان شاء الله
له لقنبل فى المضمومتين تسهيل الثانية وابدالها واوا مدية مع القصر
هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدوعلى اله وصحبه وسلم