أكاديمية رياض الجنة للعلوم الشرعية الخاصة بالأخوات


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أكاديمية رياض الجنة للعلوم الشرعية الخاصة بالأخوات
أكاديمية رياض الجنة للعلوم الشرعية الخاصة بالأخوات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفريغ الدرس الثالث من شرح كتاب منهج السالكين و توضيح الفقه في الدين

اذهب الى الأسفل

تفريغ الدرس الثالث من شرح كتاب منهج السالكين و توضيح الفقه في الدين Empty تفريغ الدرس الثالث من شرح كتاب منهج السالكين و توضيح الفقه في الدين

مُساهمة من طرف Admin السبت أبريل 30, 2016 10:43 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
دورة شرح كتاب منهج السالكين و توضيح الفقه في الدين
للشيخ أبو أحمد شحاته شريف
أكاديمية رياض الجنة
باب الصلاة: الدرس الثالث
تفريغ: الطالبة نهاد أم أسوة
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من إهتدى بهداه، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
و نسال الله عز و جل أن يوفقنا و إياكم لما يحبه و يرضاه و أن يجعل عملنا هذا في رضاه و أن يرزقنا و إياكم الإخلاص في القول و العمل.
و بعد فدرسنا اليوم في شرح كتاب منهج السالكين و توضيح الفقه في الدين للشيخ العلامة عبد الرحمان بن السعدي رحمه الله تعالى.
وقد صلنا في شرحنا لهذا الكتاب المبارك إلى كتاب الصلاة، و عرفنا معنى الصلاة لغة و شرعا و قلنا بأن الصلاة في اللغة معناها الدعاء و شرعا أقوالا و أفعالا مخصوصة مفتتحةً بالتكبير مختتمةً بالتسليم.
ثم عرفنا بأن للصلاة شروط و تكلمنا عن معنى الشرط و قلنا بأن من شروط الصلاة الطهارة و أخذنا معنى الطهارة لغة و شرعا، و عرفنا بأن الطهارة واجبة في الكتاب و السنة و إجماع الأمة، ثم عرفنا أن الطهارة تنقسم إلى قسمين طهارة ظاهرة و طهارة باطنة، و تكلمنا عنها كذلك ثم قلنا بعد ذلك بأن الطهارة الظاهرة تنقسم إلى مرتبتين الأولى طهارة الجوارح من الجرائم والآثام و الثانية تطهير الظاهر عن الأحداث و الأخباث أو طهارة الحدث و طهارة الخبث و طهارة عن فضلات البدن و هي التي تحصل بالإستحداد و الختان و تقليم الأظافر و غيرها. ثم قلنا بعد ذلك بأن الطهارة تكون بشيئين بالماء المطلق و الصعيد الطاهر.
بما تكون الطهارة؟
الطهارة تكون بشيئين بالماء المطلق و الصعيد الطاهر.
1) النوع الأول الذي تصح به الطهارة هو الماء المطلق: هو الباقي على أصل خلقته بحيث لم يخالطه شيء ينفك عنه غالبا. و يندرج تحته ماء المطر و الثلج و البرد.
ـ ماء المطر: قال تعالى: "وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ... (الأنفال:11)" و قال تعالى: "وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (الفرقان:48)".
ـ الثلج و البرد: و جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا كبر سكت هنية قبل القراءة فقلت يا رسول الله بأبي أنت و أمي أرأيت سكوتك بين التكبيرة و القراءة ما تقول قال أقول:"اللهم باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم إغسلني من خطاياي بالماء و الثلج و البرد"
ـ ماء البحر: أيضا يندرج تحت إسم الماء المطلق ماء البحر و ذلك لما ورد أيضا في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سأل رجل رسول الله صل الله عليه و آله و سلم فقال "يا رسول الله إنا نركب البحر و نحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر، فقال الرسول الله صل الله عليه و آله و سلم هو الطهور ماؤه الحِلُّ مَيْتَتُهُ" إذا ماء البحر يندرج تحت إسم الماء المطلق.
ـ ماء زمزم: ماء زمزم أيضا يندرج تحت إسم الماء المطلق، جاء في الحديث حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه و سلم دعا بذنوب ماء زمزم أو بسجل من ماء زمزم فشرب منه و توضأ صل الله عليه و آله و سلم.
ـ الماء المتغير بطول المُكِّثْ: الماء المتغير بطول المُكِثْ أو بسبب مقره أو مخالطة ما لا ينفك عنه غالبا كورق الشجر و الطحالب التي تكون في البحر و غيره فإن إسم الماء المطلق يتناوله بإتفاق العلماء و الأصل في هذا الباب أن كلما ما يصدق عليه إسم الماء المطلق غير مقيد يصح التطهر به، قال تعالى: "فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ (النساء:43)"
<== إذا هذه كلها مياه طاهرة مطهرة لغيرها
2) النوع الثاني الذي تصح به الطهارة هو الصعيد الطيب الطاهر:
ـ تعريف الصعيد الطيب الطاهر: الصعيد هو وجه الأرض الطاهرة من تراب أو رمل أو حجر أو سبخة لقوله صل الله عليه و آله و سلم: "جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا" و في رواية "جعلت الأرض كلها لي و لأمتي مسجدا طهورا فأينما أدركت رجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده و عنده طهوره". و يكون الصعيد الطيب مطهرا عند فقد الماء أو عند العجز عن إستعماله لمرض و نحوه قال تعالى: "فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ (النساء:43)"
و قال صل الله عليه و آله و سلم: "إن الصعيد الطيب طُهُور المسلم و إن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء فَلْيَمَسَهُ بشرته فليمسه بشرته" أيضا قصة عمر إبن العاص رضي الله عنه عندما تيمم من الجنابة في ليلة باردة شديدة البرودة خاف فيها رضي الله عنه على نفسه إن هو إغتسل بالماء البارد هلك. يقول عمر ابن العاص رضي الله عنه و أرضاه: "لما بُعِثتُ في غزوة ذات السلاسل إحتلمت في ليلة باردة شديدة البرودة فأشفقت إن إغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح فلما قدمنا على رسول الله صل الله عليه و آله و سلم ذكروا ذلك له فقال: "يا عمر صليت بأصحابك و أنت جنب قال: نعم يا رسول الله إني إحتلمت في ليلة باردة شديدة البرودة فأشفقت إن إغتسلت أن أهلك و تذكرت قول الله:"وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (النساء:29)" فتيممت ثم صليت، فضحك الرسول صل الله عليه و آله و سلم و لم يقل شيئا. و في هذا إقرار من النبي صلى الله عليه و سلم لما فعل.
هل يندرج تحت إسم الماء المطلق أشياء أخرى غير التي ذكرناها سابقا؟
حقيقةً أن هذا القسم الذي سأذكره لكم الآن قد وضعه البعض تحت إسم الماء الطاهر الذين قسموا المياه إلى ثلاثة أقسام طهور و طاهر و نجس، و هناك من قسمها إلى إثنين طهور و نجس.
فمن قسموها إلى قسمين جعلوا هذا القسم يندرج تحت إسم الماء المطلق، من هذا القسم الذي قالوا بأنه يندرجوا تحت إسم الماء المطلق الماء المستعمل.
ـ تعريف الماء المستعمل: ما معنى الماء المستعمل؟ هو الماء المنفصل من أعضاء المتوضئ و المغتسل، إذا إغتسل الإنسان أو توضأ ينفصل عنه الماء الذي إغتسل أو توضأ به، هذا الماء يقول عنه بعض أهل العلم أنه يتناوله إسم الماء المطلق و حكمه أنه طهور تماما كالمياه التي ذكرناها سابقا و ذلك إعتبارا بالأصل حيث كان الماء طهورا و لم يوجد شيء أو دليل يخرجه عن طهارته. هل هناك دليل يدل على ذلك؟ نعم ذكروا أنه هناك دليل يدل على ذك فما هو هذا الدليل؟ قالوا حديث عن جابر رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه و آله و سلم صب على جابر من وضوئه. و هناك حديث آخر في صلح الحديبية كان النبي صل الله عليه و آله و سلم إذا توضا كادوا يقتتلون على وضوئه أي على التوضئ بما إنفصل منه صل الله عليه و آله و سلم و تبقى منه أثناء الوضوء.
أيضا حديث أبو هريرة رضي الله عنه أنه لقي النبي صل الله عليه و آله و سلم في بعض طرق المدينة و هو جنب يقول رضي الله عنه فإنخنست منه فذهبت و إغتسلت ثم جاء فقال له النبي صل الله عليه و آله و سلم أين كنت يا أبا هريرة؟ قال كنت جنبا فكرهت أن أجالسك و أنا على غير طهارة رضي الله عنه و أرضاه، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: "سبحان الله إن المؤمن لا ينجس"
وجه الدلالة من الحديث أن المؤمن طاهر لا ينجس فلا وجه يجعل الماء إذا إنفصل من المسلم بعد وضوئه أو غسله لا وجه يجعله فاقدا لطهوريته. فهل يفقد طهوريته لمجرد ملامسته للإنسان؟ غاية الأمر أن طاهر و هو الإنسان إلتقى بطاهر و هو الماء هل يؤثر طاهر على طاهر؟ و يخرجه من الطهورية إلى غير ذلك؟ لا يؤثر. فغاية الأمر إذا إلتقى طاهر بطاهر فلا يؤثر فيه و لا يخرجه من طهوريته أبدا و لذلك قال كثير من أهل العلم أن الماء لا يخرج عن كونه طهورا لمجرد إستعماله للطهارة إلا إن تغير بذلك لونه أو ريحه أو طعمه فقد كان صحابة النبي صل الله عليه و سلم يتوضؤون بما تساقط من وضوئه صل الله عليه و سلم يؤخذون ما انفصل عنه من ماء الوضوء و يتوضؤون به، و الحاصل أن إخراج ما جعله الله طهورا عن الطهورية لا يكون إلا بدليل. و قد جاء معنا في الحديث أن النبي صل الله عليه وسلم إغتسل بعض أزواجه في جفنة فجاء النبي ليغتسل أو يتوضأ فقالت: "يا رسول الله إني كنت جنبا" فقال: "الماء لا يجنب"
و أيضا حديث الربيع ابن مسعود أن النبي صل الله عليه و سلم مسح رأسه من فضل ماء كان بيده.
ـ الماء الذي خالطه طاهر: و من هذه المياه أيضا التي تندرج تحت إسم الماء المطلق، الماء الذي خلط طاهر و لم يتغير فيه أحد أوصافه، يعني الآن خالط شيء طاهر الماء و هو طاهر، هل يخرجه عن كونه طهورا؟ مدام أنه يتناوله إسم اماء المطلق؟ لا يخرجه. مدام أنه مازال باقيا على إطلاقه، فإن قيد و قلت هذا ماء زعفران هذا ماء صابون هذا ماء ورد فهنا يخرج عن إطلاقه، أما مدام محافظا على إطلاقه حتى لو خالطه شيء من هذا و لكن لم يسلبه صفة الطهارة فإنه فيصدق عليه أنه ماء طهور.
إذا الماء الذي خلطه طاهر مثل الصابون و الزعفران و الدقيق و غيرهم إذا لم يُغير أحد أوصافة الثلاثة يكون حافظا لإطلاقه مطهرا لنفسه و لغيره. لأن الماء الذي شرّع لنا التطهير به هو الماء المطلق الذي لم يضف الى شيء من الأمور التي تخالطه غالبا. فإن خالطه شيء أوجب إضافته إليه فنقول مثلا ماء ورد فهذا ماء ورد و ليس ماء أو مثال أوضح من ذلك الشاي إذا وضعناه في الماء تغير و أصبح نطلق عليه شاي فهنا تغير فسلبه الإطلاق هو طاهر و لكن لا يصلح التطهر به لماذا؟ لأنه سلبه إسم الماء المطلق أصبح ماء مقيد أصبح "شاي" أو المرقة مرقة الدجاج أي الشربة إذا وضعنا الماء في ماعون إلى حد الآن ماء طهور فإذا وضعنا فيه الدجاج و سلبته إسم الماء المطلق و تغير و أصبح مرق دجاج أو شوربة الآن لا يطلق عليه إسم الماء فقد أصبح ماء مرق دجاج أو شوربة و هكذا، العجين مثلا فأحيانا يقع في الماء بعض العجين لا يؤثر فيه و إن عكره تعكيرا بسيطا و لكن لا يؤثر فيه و لا يسلبه إسم الماء المطلق لكن لو مزجه و خالطه و غيره و أصبح الناظر إليه يقول ماء عجين هذا عجين ماء معجون بعجين فهنا يسلبه إسم الماء المطلق.
<== إذا الماء الذي خالطه طاهر إذا غير أحد أوصافه الثلاثة كان طاهرا في نفسه غير مطهر لغيره و ذلك لأن الماء الذي شرع لنا التطهر به هو الماء المطلق الذي لم يضف إلى شيء من الأمور التي تخالطه فان خالطه شيء أوجب علينا أن نضيفه إلى هذا الشيء فنقول هذا الماء ماء شاي أو ماء ورد أو هكذا. أيضا من السنة ان الماء اذا خالطه شيء و لم يؤثر فيه و لم يغير فيه شيء من اوصافه فانه يبقى على طهوريته.
حديث أم عطية الأنصارية قالت: "دخل علينا رسول الله صل الله عليه و سلم حين توفيت إبنته زينب، فقال: إغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن بماء و سدر و إجعلي في الأخيرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذناني فلما فرغنا آذناه فأعطانا حِقْرَهُ فقال: أشْعِرّْنَها إيّاه تعني إزاره صل الله عليه و آله و سلم.
و لمّا كان النبيء صل الله عليه و آله و سلم واقف بعرفة إذ وقع رجل عن رحلته فأقسعته أو أقعسته راحلته يعني مات الرجل، فقال رسول الله صل الله عليه و آله و سلم فأغسلوه بماء و سدر و كفنوه في ثوبين و لا تحنطوه و لا تخمروا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا.
و عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: أن النبي صل الله عليه و آله و سلم إغتسل هو و ميمونة من إناء واحد في قصة فيها أثر العجين.
هذه الأحاديث كلها تدلنا على أن الماء المطلق لا يسلب هذا الإسم بمجرد أن يلاقي شيء طاهر و إنما يسلب هذا الإسم إذا لقي شيء أخر و لم يؤثر في أحد أوصافه الثلاثة فلا نستطيع أن نقول عنه بأنه خرج عن طهوريته فإن أثر على أوصافه فهنا يخرج عن طهوريته. و من المعلوم أن الميت لا يغسل إلا بما يصح تطهير المغتسل الميت به.
سنقف عند هذا النوع، النوع الثاني من أنواع المياه و هو الماء الذي خالطه طاهر و عرفنا حكمه و أنه يكون باقي على طهوريته ما لم يتغير أحد أوصافه الثلاثة اللون أو الطعم أو الرائحة فإن تغير سلبه إسم الماء المطلق.
إن شاء الله نتكلم في الدرس القادم النوع الثالث من أنواع المياه و هو الماء الذي لاقته نجاسة و سنعرف حكمه بإذن الله تعالى.
هذا و صل الله و سلم على نبيينا محمد و بارك الله فيكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الأسئلة:
1) عرفي الماء المطلق؟
2) هل ماء البحر يطلق عليه أنه ماء مطلق؟ و ما الدليل على ذلك؟
3) إذا خالط الماء العجين و لم يغير فيه شيء من أوصافه هل يتناوله إسم الماء المطلق أم لا؟
4) أذكري حديثا من الأحاديث التي ذكرناها إستدلالا لهذا أثناء شرح الدرس؟

Admin

عدد المساهمات : 123
تاريخ التسجيل : 24/11/2015

https://ryadheljana.ahlamountada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى